علامات الطهر من الحيض وحكم الدم الذي تراه المرأة بعد الطهر

تكثر الأسئلة في زماننا الحالي، كيف أعرف أن الحيض انتهى؟ أو بمعنى آخر: كيف تعرف الحائض أنها طهرت؟ ويتناول المقال علامات الطهر المتمثلة بالجفاف ورؤية القصة البيضاء التي تدل على انتهاء الحيض ووجوب الغسل، وكذلك الفترة التي يعتبر فيها الجفوف علامة على الطهر، وحكم الدم والألوان من صفرة وكدرة التي تراها المرأة بعد الطهر.

1. 1. علامات الطهارة من الحيض

1.	علامات الطهارة من الحيض

كيف تعرف المرأة أنها قد طهرت من الحيض ووجب عليها الغسل بعد انتهاء الدورة الشهرية؟

ويعرف ذلك بعلامتين

أ‌.       الجفوف التام: (وهو مذهب الحنابلة) ويُقصد به أن تدخل المرأة قطنة أو قطعة قماش نظيفة في موضع خروج الدم، فتخرج جافة تمامًا، دون أن يكون عليها أثر دم أو صفرة أو كدرة. فإذا تحقق هذا الجفوف، فقد طهرت المرأة ووجب عليها الاغتسال لأداء العبادات التي تشترط الطهارة، مثل الصلاة والصيام.

أو بمعنى آخر ألا ترى المرأة شيئا من المفرزات أبدا، حيث ينقطع الدم والمفرزات ولا ترى شيئا

الدليل: جاء الحديث عن أم عطية رضي الله عنها حين قالت:

"كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئًا"

وقد روي هذا الحديث عن طريق أبو داود (باللفظ له) ورواه البخاري دون قوله (بعد الطهر).

ب. رؤية القصة البيضاء: (وهو مذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنفية) أو بتعبيرالفقهاء رؤية (الطهر) وهو إفراز أبيض يصدر من الرحم عند انقطاع الحيض، وبمجرد رؤيتها لا يُعدّ نزول أي صفرة أو كدرة بعدها دليلًا على الحيض.

دليل الطهر بالقَصَّة البيضاء هو ما ورد عن النساء من السلف أنهن كنَّ يَسْتَفْتِينَ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في أمر الطهر، فكانت تقول لهن:

"لا تعجلن حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاء."

والقَصَّة البيضاء هي إفراز أبيض نقي يخرج من الرحم بعد انتهاء الحيض كما ذكرت، وهو علامة واضحة على الطهر عند كثير من النساء.

 فمن رأت هذه العلامة فقد طهرت ووجب عليها الغسل. أما من لا ترى القصة البيضاء، فتعتمد على علامة الجفوف التام، أي أن تضع قطعة قماش نظيفة في موضع خروج الدم، فإن خرجت جافة، فقد طهرت.

2. مقدار فترة الجفاف التي تدل على الطهر عند الحنابلة

الأقوال في الطهر بالجفاف يمكن تلخيصها كالتالي:

1. القول الأول (لا بد من تحقق الجفاف يوم أو نصف يوم على الأقل)

إذا انقطع الدم لفترة قصيرة أثناء الدورة (مثل ساعة أو ساعتين)، فلا يُعتبر طهرًا.

يجب الانتظار يومًا أو نصف يوم على الأقل، لأن الدم قد ينقطع ثم يعود، وهذا أمر معتاد في الحيض.

استدلوا بأن اعتبار الجفاف المؤقت طهرًا يؤدي إلى اضطراب العادة وعدم استقرارها.

قال بهذا الرأي ابن قدامة وجماعة من العلماء.

2. القول الثاني (الطهر بمجرد الجفاف التام)

إذا رأت المرأة الجفاف التام، بحيث لو أدخلت قطنة خرجت نظيفة، فهي طاهر، حتى لو عاد الدم بعدها.

لا يُشترط انتظار يوم أو نصف يوم، بل يُحكم بالطهر فور تحقق الجفاف.

هذا مذهب الحنابلة، وقدمه ابن قدامة في رواية أخرى.

3. التفريق بين الجفاف أثناء العادة والجفاف في آخرها:

إذا كان الجفاف في آخر العادة: فهو طهر بلا خلاف، ولا يُعتدّ بما ينزل بعده من كدرة أو صفرة.

إذا كان الجفاف أثناء العادة: محل خلاف، فبعض العلماء يرون أنه يحتاج إلى التثبت وانتظار يوم، والبعض الآخر يرون أنه طهر بمجرد ظهوره.

3. حكم الإفرازات المتصلة بدم الحيض

الإفرازات المتصلة قبل ظهور علامة الطهارة (من الجفوف أو القصة البيضاء) تعتبر حيضاً إذا استمرت لأقل من خمسة عشر يوماً

الدليل: يظهر ذلك في حديث إرسال الكرسف إلى عائشة رضي الله عنها، حيث كانت النساء يرسلن الكرسف لتسأل عن العلامة التي تدل على الطهر، وكانت عائشة تأمرهن:

"لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء"

وقد روى مالك هذا الحديث في الموطأ، وذُكر في الصحيح عند البخاري بتعليق. إذا استمرت الصفرة أو الكدرة متصلة بدم الحيض قبل ظهور علامة الطهارة (الجفوف التام أو القصة البيضاء)، فإنها تُعد جزءًا من دم الحيض، ولا يجب الاغتسال فورًا بل الانتظار حتى ظهور علامة الطهارة.

حالة استمرار الدم لأكثر من خمسة عشر يومًا دون ظهور علامة الطهارة، تُعتبر المرأة مستحاضة، وتغتسل وتصلي وتصوم بعد انتهاء هذه المدة وفقًا لرأي جمهور الفقهاء.

 

تنبيه هام:

إنَّ محتويات هذه المقالة خاصَّةٌ بموقع مؤمنة الإلكترونيِّ، ولا نجيز لأحد أخذها أو الاقتباس منها دون الإشارة لرابطها في موقعنا ولا نسامح على سرقة تعبنا فيها؛ نظرًا للوقت والجهد المبذولين فيها وحفاظًا على الحقوق العلميَّة لمحتوى موقعنا.