مخارج الحروف في التجويد

علم التجويد هو العلم الذي يُعنى بكيفية نطق الحروف القرآنية كما أُنزلت على النبي ﷺ، ويعد معرفة مخارج الحروف أحد أهم أركانه. فبإدراك المخرج الصحيح، يتمكن القارئ من التفريق بين الحروف المتشابهة، مما يحفظ المعنى ويصون اللفظ. في هذا المقال، نسلط الضوء على المخارج الرئيسية الخمسة ونتفرع إلى المخارج التفصيلية السبعة عشر كما قررها العلماء، مع الأمثلة القرآنية والتوضيحات العملية.

• لغةً: المخرج من "خرج"، أي الموضع الذي يُخرج منه الشيء.
• اصطلاحًا: هو الموضع الذي يخرج منه صوت الحرف، بحيث يُسمع صوته مميزًا عن غيره.

تم تصنيف مخارج الحروف إلى خمسة مخارج رئيسية يتفرع عنها سبعة عشر مخرجًا تفصيليًا كما ذكر الإمام ابن الجزري رحمه الله:

مَخَـارِجُ الحُـرُوفِ سَبْـعَـةَ عَـشَـرْ *** عَلَـى الَّـذِي يَخْتَـارُهُ مَــنِ اخْتَـبَـرْ

وهي:

1.   الجوف (مخرج واحد)

2.   الحلق (3 مخارج)

3.   اللسان (10 مخارج)

4.   الشفتان (2 مخرجان)

5.   الخيشوم (مخرج واحد للغنة)

تعريف الجوف

الجوف هو الفراغ الداخلي الممتد من الخلف من الحلق حتى الشفتين.

الحروف الخارجة من الجوف:

حروف المد الثلاثة:

• الألف الساكنة المسبوقة بفتح: (ـَا)
• الواو الساكنة المسبوقة بضم: (ـُو)
• الياء الساكنة المسبوقة بكسر: (ـِي)

مثال قرآني:
﴿نُوحِيهَا إِلَيْكَ﴾ [هود:49]
كلمة "نُوحِيهَا" تشتمل على هذه الحروف الثلاثة.

???? ملاحظة: مخرج هذه الحروف تقديري، لا يعتمد على موضع معين يخرج منه، بل يعتمد على امتداد الصوت في الجوف.

٠

أقسام الحلق:

1.    أقصى الحلق (من الجهة الأقرب للصدر):

o       الحرفان: الهمزة (ء)، الهاء (هـ)

o       مخرج الهمزة أبعد من الهاء.

2.    وسط الحلق:

o       الحرفان: العين (ع)، الحاء (ح)

o       مخرج العين أعمق من الحاء.

3.    أدنى الحلق (الأقرب للفم):

o       الحرفان: الغين (غ)، الخاء (خ)

o       مخرج الخاء أقرب من الغين.

المخارج التفصيلية في اللسان:

1.    أقصى اللسان مع الحنك العلوي)في منطقة الحنك اللحمي)

o       القاف (ق)

2.    أسفل قليلاً من مخرج القاف  )في منطقة الحنك العظمي)

o       الكاف (ك)

3.    وسط اللسان مع الحنك العلوي

o       الجيم (ج)، الشين (ش)، الياء غير المدية (ي)

o       الياء غير المدية: المتحركة أو الساكنة غير المكسور ما قبلها.

4.    إحدى حافتي اللسان مع الأضراس العليا

o       الضاد (ض)

o       من الجهة اليسرى أسهل نطقًا.

5.    إحدى أو كلتا الحافتين مع اللثة العليا

o       اللام (ل)

o       بعض العلماء يفضلون الجهة اليمنى.

6.    طرف اللسان مع لثة الأسنان العليا

o       النون (ن) مع اشتراك الخيشوم

7.    طرف اللسان مع ظهره قرب لثة الأسنان العليا

o       الراء (ر)

o       أدخل قليلاً من مخرج النون واقرب إلى ظهر اللسان

8.    طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا

o       الطاء (ط)، الدال (د)، التاء (ت)

o       الترتيب: ط > د > ت

9.    طرف اللسان مع الثنايا السفلى (فوقها)

o       السين (س)، الصاد (ص)، الزاي (ز)

o       يُترك فراغ ضيق لخروج الهواء.

10.                   طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا

o       الثاء (ث)، الذال (ذ)، الظاء (ظ)

المخرج الأول: ما بين الشفتين

• الباء (ب)، الميم (م): بانطباق الشفتين، والباء أشد إطباقا من الميم والميم مع اشتراك الخيشوم.
• الواو غير المدية (و): بانفراج الشفتين.

المخرج الثاني: بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا

• الفاء (ف)

تعريف الخيشوم:

المنطقة الواقعة بين أعلى الأنف والحلق.

الغنة:

• صوت رخيم لا عمل للسان فيه  يظهر في حرفي النون والميم.
• تعتبر صفة لا حرفًا، لكنها تنفرد بمخرج مستقل.

مراتب الغنة:

1.   أكمل ما يكون: الميم والنون  المشددتين مشددة: "آمَنَّا"

2.   بين الكلمة والأكمل ما يكون: غنة الإدغام الناقص مع الواو والياء: "فَمَن يُؤْمِن"

3.   الكاملة: الميم والنون المخفاتين والإقلاب: "كُنتُمْ بِهِ"

4.   الناقصة: الميم والنون المظهرتين

5.   أنقص ما يكون: الميم والنون المتحركتين

ولمزيد من التفاصيل زوروا مقالتنا:

مراتب الغنة في التجويد

???? ملاحظة فقهية:
الغنة صفة لازمة، وتُمد في الحالات الثلاث الأولى بمقدار حركتين على قول بعض العلماء،وبعضهم يرى أن هناك فرق زمني قصير بينهم ويتناسب مع سرعة التلاوة.

لأن الغنة هي الصفة الوحيدة التي تخرج من مخرج مستقل عن الحرف، بينما بقية الصفات تخرج من نفس مخرج الحرف. لذا يرى بعض علماء التجويد أن عند تشديد الميم أو النون، ينتقل مخرجهما إلى الخيشوم.

مخارجُ الحروفِ سبعةَ عشرْ
على الذي يختارهُ منِ اختبرْ

فألفُ الجوفِ وأُختاها وهيَ
حروفُ مدٍّ للهواءِ تنتهي

ثمّ لأقصى الحلقِ همزٌ هاءُ
ثمّ لوسطِهِ فعينٌ حاءُ

أدناهُ غينٌ خاؤُها والقافُ
أقصى اللسانِ فوقُ ثمّ الكافُ

أسفلُ والوسطُ فجيمُ الشينُ يا
والضادُ من حافتَيهِ إذْ يليَا

لأضراسٍ من أيسرٍ أو يُمناها
واللامُ أدناها لمنتهاها

والنونُ من طرفِه تحتُ اجعلوا
والرا يُدانيه لظهرٍ أدخلوا

والطاءُ والدالُ وتاءٌ منه
ومنْ عُليا الثنايا والصفيرُ مستكنّ

منهُ ومن فوقِ الثنايا السُّفلى
والظاءُ والذالُ وثاءٌ للعُليا

من طرفيهِما ومن بطنِ الشفهْ
فالفا مع أطرافِ الثنايا المشرفهْ

للشفتينِ الواوُ باءٌ ميمُ
وغنّةٌ مخرجُها الخيشومُ

فهم مخارج الحروف أمر جوهري لمن أراد إتقان تلاوة كتاب الله الكريم. فبإدراك الفرق بين الحلق واللسان، وبين الشفتين والخيشوم، يستطيع القارئ تحقيق الأداء القرآني الصحيح كما أنزله الله سبحانه وتعالى، ويحفظ معاني القرآن من التحريف باللحن.